تطور التكنولوجيا في المستقبل و تأثيرها على العالم وحياتنا المستقبلية
أفضل شيء في التكنولوجيا هو أنها لا تتوقف عن التطور أبداً ، وفي كل عام تظهر تقنيات جديدة تحدث تغير ملحوظ في هذا العالم ، حيث شهدنا هذا العام العديد من تقنيات تكنولوجيا المستقبل التي أثرت ليس فقط على الأعمال التجارية ، ولكن أثرت أيضًا على الحياة الشخصية ؛ وعلى سبيل المثال أدى الذكاء الاصطناعي والإنترنت بشكل جماعي إلى تطور الروبوتات العاملة ، و القيادة الذاتية للسيارات بدون سائق .
تكنلوجيا المستقبل و التقنيات الحديثة
في ظل تطور التكنولوجيا والتقنيات الحديثة التي تلعب دورًا مهمًا في تغيير مجرى هذا العالم الذي نعيش فيه ، بدأنا نرى التقنيات الحديثة قد بدأت بالوصول لنا بشكل تدريجي ، وعلى ما يبدو أن تقنيات تكنولوجيا المستقبل الحديثة التي كنا نسمع عنها قد بدأت في الوصول الى زمننا الحالي ، وهذا الأمر لاشك أنه ستصبح العديد من هذه التقنيات الحديثة ربما تكون جزءًا أساسيًا ومهماً لنا في حياتنا المستقبلية في السنوات القادمة . ومنها :
أولاً : شبكة الجيل الخامس
شبكة الجيل الخامس 5G هي معيار تقني للإتصالات الخلوية ، وهي خليفة 4G المستخدم حاليًا ، تم تقديم 5G في عام 2016 بواسطة 3GPP ، وتقوم ثماني دول باختباره بالفعل اعتبارًا من عام 2021 .
ستعمل المزيد من البلدان والمدن على استخدام شبكة 5G في السنوات القادمة وذلك في ظل الطلب على الاتصال والرقمنة .
أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل من المتوقع أن تكون شبكة 5G صفقة كبيرة في العالم المستقبلي ، هو أنها ستمهد الطريق للتبني الواسع النطاق لتقنيات أخرى قائمة على شبكة الإنترنت .
ويتطلع العديد من مزودي خدمات الإنترنت والنطاق العريض أيضًا إلى شبكة 5G ، لأنها ستكون أسرع بما يصل إلى 100 مرة من شبكة 4G الحالية ، وبالتالي من المرجح أن يعزز الاعتماد العالمي لشبكة 5G في صناعة الهواتف الذكية وأجهزة الاتصال .
ثانياً : تقنية المسح الضوئي ( رموز QR )
اعتبر العديد من الخبراء أن الفترة من عام 2020 إلى 2021 هي عصر رموز QR ، قد تكون رموز QR ليست تقنية جديدة ، حيث كانت موجودة منذ التسعينيات ، قبل وجود أي من تقنيات العصر الحديث مثل الذكاء الاصطناعي ، ومع ذلك اقتصر استخدامها بشكل رئيسي في كل من الصين وعدد قليل من البلدان الأخرى مثل الهند وسنغافورة .
و لم تكن دول الغرب على دراية بالفوائد الهائلة لرموز الاستجابة السريعة QR ، الى أن جاءت جائحة كورونا COVID-19 ، الذي حفز الحاجة إلى استعمال تقنيات عدم التلامس ، حيث ازدهرت رموز QR و بدأت الشركات في جميع أنحاء العالم في استخدام رموز QR مثلآ كوسيلة دفع مالي ، وذلك باستخدامها في عمليات الدفع للخدمات والمنتجات من خلال أن يقوم الشخص بتوجيه كاميرته على رمز الـ QR ويدفع مباشرة إلى التاجر في غضون ثواني دون الحاجة الى العملات الورقية .
أصبحت رموز QR الآن جزءًا أساسيًا من استراتيجية التسويق للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم ، و تقوم جميع الشركات التي لها وجود محلي ، مثل متاجر البيع بالتجزئة والفنادق والمطاعم وما إلى ذلك ، بإنشاء رموز QR لخدمة عملائها ، يمكن تتبع رموز QR بدرجة كبيرة ، مما يساعد هذه الشركات على فهم عملائها بشكل أفضل .
ثالثاً : الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي (AI) هو تقنية أخرى ربما سمعت عنها عدة مرات خلال السنوات القليلة الماضية تمامًا مثل رموز QR ، لا يعد الذكاء الاصطناعي تقنية جديدة ، لقد تلقت الكثير من الضجة على مدار العقد الماضي ، لكنها لم تتقادم أبدًا .
في كل عام ، يفاجئ الذكاء الاصطناعي العالم بتطبيقات جديدة تغير الطريقة التي نعيش بها حياتنا اليومية ، و ليس من المستغرب أن يصل سوق الذكاء الاصطناعي العالمي إلى 190 مليار دولار بحلول عام 2025 .
تعد روبوتات الدردشة أحد أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي ، مع استمرار الناس في التخلي عن وكلاء الدعم المباشر للخدمة الذاتية ، و على سبيل المثال Google Assistant و Alexa في الماضي ، اقتصر استخدام روبوتات المحادثة على الأعمال التجارية فقط ، لكنها أصبحت الآن جزءًا من المهام الشخصية والمنزلية .
رابعاً : العملات الرقمية المشفرة
يمكن استخدام العملات الرقمية المشفرة و الاستفادة منها في أمان البيانات ، وإخفاء الهوية التي توفرها ، وعلى سبيل المثال في عام 2021 ، تستخدم بعض الشركات عملة Bitcoin لمشاركة السجلات بأمان ودون أي أخطاء مالية .
كما أن العملات الرقمية بشكل عام تغنيك عن حمل النقود او العملات الورقية ، فهي سهلة التعامل معها في عملية الشراء والدفع ، وربما سيتم الإستغناء عن العملات الورقية نهائيا في المستقبل ، ليحل مكانها العملات الرقمية الإلكترونية .
خامساً : الواقع الافتراضي والواقع المعزز
الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) ، على الرغم من أن تقنيات VR و AR هي تقنيات مختلفة عن بعضها البعض ، إلا أنها غالبًا ما تستخدم للغرض نفسه ، حيث ستزداد تطبيقات AR / VR ، و من المتوقع أن يصل سوق AR / VR العالمي إلى 209.2 مليار دولار بحلول عام 2025 .
لقد سهّل الواقع المعزز والافتراضي الحياة للأعمال التجارية ذات التصميم ثلاثي الأبعاد ، مثل المهندسين المعماريين ومطوري العقارات والمصممين وغير ذلك ، حيث أصبح AR / VR جزءًا أساسيًا من عملية التصميم ثلاثي الأبعاد ، وأصبحت العديد من شركات العقارات أيضًا تستخدم الواقع الافتراضي لتوفير نماذج عقارية افتراضية للمشترين المحتملين ، وهذا يلغي الحاجة إلى زيارة العقار فعلياً .
تقنيات تكنولوجية ستدخل منازلنا وحياتنا المستقبلية
1. ورق الجدران الرقمي ، وهي تقنية تمكنك من تغيير شكل حائط الغرفة حسب رغبتك ومزاجك ، وذلك من خلال إرسال صورة للحائط الذكي من خلال بريدك الإلكتروني ، ويتم عرض تلك الصورة على كامل الحائط ، مثل خاصية خلفية الشاشة في أجهزة الهواتف المحمولة ، لكن هذه ستكون في الحقيقة .
2. روبوتات التنظيف المنزلي
قد يتكاسل بعض الناس في تنظيف بيوتهم ، لذلك سيعتمد البيت المستقبلي على تكنولوجيا التنظيف الذاتي ، حيث ستعمل التكنولوجيا على راحتنا ومساعدتنا بمهمات بدلاً منا ، مثلآ طي الملابس وغسل نوافذ المنزل وتنظيف دورة المياه ، ويعتبر روبوت التنظيف " رومبا " من الأمثلة الناجحة على استخدام تقنيات التنظيف في حياتنا بالمستقبل .
3. الاستغناء عن استعمال مفتاح البيت
سيصبح الدخول إلى منازلنا بدون استخدام أي مفاتيح أمر شائع ، وذلك باستخدام تقنيات أجهزة لاسلكية صغيرة تحملها معك ، أو ماسح البصمة الضوئي الذي يفتح باب المنزل من خلال اللمس ، فمن شأن هذا التطور أن يجعل الحياة في المستقبل أسهل بكثير .
4. اللوحات والأزرار الصوتية الذكية التي تعمل بالصوت
في ظل انتشار الإنترنت والاجهزة ، ستصبح كل الأجهزة المنزلية ذكية و موصولة مع بعضها البعض ، وذلك من خلال العمل على تحديث تقنيات التحكم الصوتي ، ويصبح التحكم بالمنزل من خلال الصوت ، وقد يؤدي هذا التطور الى الاستغناء تماما عن لوحات المفاتيح وشاشات اللمس .
ختاماً :
هذه ليست جميع التقنيات المستقبلية ، بل يوجد الكثير من التقنيات الأخرى التي سنسمع عنها بمرور الوقت ، مع استمرار العالم في الزحف إلى التقنيات الحديثة القائمة على التكنولوجيا ، و ستستمر التقنيات الجديدة في الظهور وتغير الطريقة التي يعيش بها الناس حياتهم ، حيث ستشهد السنوات القادمة ظهور العديد من التقنيات الأخرى التي ستغير العالم وحياتنا في المستقبل .