سمات التسويق الإلكتروني وتحدياته والمخاطر التي يواجهها
يعتبر التسويق وظيفة إدارية ضرورية لأي إدارة في أية منظمة من المنظمات ، سواء كانت منتجة ملموسة ( سلعة ) ، أو غير ملموسة ( خدمة ) ، ويهدف التسويق إلى إيجاد الوعي والحاجة لمنتج معين ، كما يهدف إلى تلبية احتياجات المستفيدين ، وتقديم ما يحتاجونه بصورة أفضل .
ويعد التسويق حلقة الوصل بين أولئك الذين ينتجون السلع والخدمات وهم المنتجين ، وأولئك الذين يشترونها ويستخدمونها وهم المستهلكين ، وبمعنى آخر فإن التسويق يسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك .
يشمل مفهوم التسويق على استخدام الأساليب التسويقية العلمية الحديثة ، لتلبية حاجات ورغبات الزبائن وحصولهم على السلع والخدمات المطلوبة ، وإنتاج المرغوب منها ، وتحديد متى وكيف وأين تقدم لهم السلع والخدمات وبالسعر القادرين على دفعه والراغبين به .
السمات الواجب توافرها في منظومة العمل بالتسويق الإلكتروني
لابد من تفهم طبيعة خصائص وسمات النظام الجديد في المنظمة ، عند التحول من التسويق التقليدي إلى التسويق الإلكتروني ، حيث إن من مميزات التسويق الالكتروني عديدة وتتصف بالسمات الآتية :
1. يعتمد التسويق الإلكتروني على الوسائل الإلكترونية الحديثة للاتصالات و تكنولوجيا المعلومات ، من أجهزة حواسيب وتطبيقاتها .
2. إعادة هيكلة المنظمة بشكل كامل ، وإعادة توزيع الوظائف فيها ، وتأهيل الموارد البشرية ، مع الأخذ بالاعتبار عوامل الكفاءة والمهارة المتميزة ، مع التركيز على مهارات استخدام تكنولوجيا المعلومات .
3. أتمتة جميع العمليات الإدارية داخل المنظمة .
4. الانخفاض الكبير في حجم الموارد البشرية المستخدمة ، مقارنة مع حجم العمليات المنفذة ، والاتجاه الغالب هو التحول إلى نوع آخر من العمالة الكفؤة والمؤهلة الاستخدام التكنولوجيا الجديدة .
5. الكفاءة الإنتاجية ، وتقديم المنتجات حسب الطلب .
6. انخفاض المساحة الجغرافية المخصصة لإدارة العمليات التجارية التسويقية ، نظراً للاعتماد على الوسائط الإلكترونية في تخزين وتبادل المعلومات .
7. ارتكاز عمليات المنظمة التجارية على كسب ولاء الزبون ، من خلال بناء منظومة تكفل التعامل الذكي معه لتلبية متطلباته وإشباع رغباته .
تحديات التسويق الإلكتروني
1. تحديات تنظيمية : تحتاج تنمية الأعمال خلال التسويق الإلكتروني ، إلى إحداث تغييرات جوهرية في الهيكل والمسار والفلسفة التنظيمية للمنظمات ، فهناك حاجة ماسة إلى إعادة تنظيم هياكلها ، ودمج الفعاليات والأنشطة التسويقية الخاصة بالتسويق الإلكتروني باستراتيجيتها التقليدية ، مع تحديث إجراءات العمل بها بما يتماشى مع التطورات التكنولوجية المتجددة .
2. ارتفاع تكاليف إقامة المواقع الإلكترونية : إنشاء موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت أشبه ما يكون بإنشاء موقع على أرض الواقع ، حيث أن تصميم وإنشاء وتطوير المواقع الإلكترونية يحتاج إلى خبراء متخصصين ، وعلى درجة عالية من الكفاءة ، وكذلك الحاجة إلى دراسات تسويقية وفنية ، بحيث تكون تلك المواقع الإلكترونية جذابة ومصممة بشكل قادر على جذب انتباه العملاء ، وإنارة اهتمامهم ، كما يجب أن يكون الموقع الإلكتروني مؤهلا لتقديم قيمة إضافية للعميل ، بما يحقق ميزة تنافسية للمنظمات .
3. تطور تكنولوجيا المواقع الإلكترونية : التطورات التكنولوجية المتسارعة في مجال تصميم المواقع الإلكترونية للمنظمات ، وتعزيز فعالیتها وقدرتها التنافسية تعد من أهم التحديات التي تواجه استمرارية هذه المواقع ، ونجاح التسويق الإلكتروني من خلالها .
4. عائق اللغة والثقافة : تعد اللغة والثقافة من أهم التحديات التي تعيق التفاعل بين العملاء والعديد من المواقع الإلكترونية ، لذا فهناك حاجة لتطوير برمجيات ترجمة النصوص إلى لغات يفهمها العملاء ، كذلك ضرورة مراعاة الاختلافات الثقافية والقيم والعادات والتقاليد ، بحيث لا تكون عائقا نحو استخدام المواقع الإلكترونية التجارية .
5. الأمن والخصوصية يعد الأمن والخصوصية من أهم التحديات التي تؤثر على تقبل بعض العملاء لفكرة التسوق عبر الإنترنت ، وخاصة أن عملية التبادل الإلكتروني تحتاج إلى الحصول على بعض البيانات من العملاء مثل : الاسم العنوان ، النوع الجنسية ، طريقة الدفع ، وغيرها ، لذا فهناك ضرورة لاستخدام برمجيات أمنية خاصة للحفاظ على سرية وخصوصية وأمن التعاملات التجارية الإلكترونية .
6. عدم الثقة في وسائل الدفع الإلكترونية : إن الدفع عبر الإنترنت بواسطة بطاقات الائتمان هو أكثر أشكال الدفع ارتباطا بالتسويق الإلكتروني ، وتعد عملية تحويل النقود طلب أية معاملات تجارية عبر الإنترنت ، ومن أكثر التحديات التي تواجه التسويق الإلكتروني ، لذا أصبح هناك توجه نحو استخدام برمجيات خاصة لتأمين وسائل الدفع الإلكتروني ، وترسيخ ثقة العملاء بها .
7. دور الحكومات وقیودها القانونية : تحاول حكومات بعض الدول الحد من وصول مواطنيها إلى شبكة الإنترنت ، والوقوف في وجه انتشار الإنترنت بصورة عامة ، وذلك مخافة التدفق الحر للأفكار من ناحية ، ومخافة ارتفاع معدل استيراد بعض المنتجات المنافسة ، وما يتعلق بموضوع الضرائب والجمارك على المبيعات من ناحية أخرى .
مخاطر التسويق الإلكتروني
يتوجب على منظمات الأعمال الحذر من التسويق الإلكتروني غير الصادق ، الذي لا يحمل مضمونة حقيقية ، لأنه من السهل نشر معلومات عن أية منظمة عبر الإنترنت ، وقد يتعرض الزبائن لحالة خداع إن كانت المنظمة غير ملتزمة أو وهمية ، ومثال على ذلك تقديم ضمانات خدمات بعد التصنيع دون الالتزام الفعلي ، أو التعامل ببطاقة ائتمان مسروقة ، أو ادعاء صفة بنك إلكتروني لتجميع الأموال عبر تقديم إغراءات بالحصول على عوائد مالية مجزية ، وغير ذلك من الأساليب .
إضافة إلى أن تسديد مبالغ الشراء للسلع والخدمات ، بواسطة أرقام البطاقات الائتمانية عبر الإنترنت ما تزال غير آمنة بما يكفي ، كما أن المنظمة التي تمارس التسويق الإلكتروني عبر الإنترنت ، قد تتعرض إلى سرقة أفكارها وخططها التسويقية من المنافسين للاستفادة منها .